إنَّ اللهَ بقُدرتهِ وإبداعهِ في خَلْقِه، شَقَّ الحبوبَ والنَّوَى تحتَ الأرضِ لتُنتِجَ الزُّروعَ والثِّمارَ بأنواعِها وأشكالِها وطُعومِها، فيُخرِجُ الحيَّ ممّا يَنمو مِنْ هذهِ الحبوبِ اليابسَةِ المَيتة، وهوَ مُخرِجُ الميِّتِ منَ الحيّ، كإخراجِ ما يُستفادُ منهُ للطَّعمِ والقُوتِ منَ الحيوانات، أو أضرابِ ذلكَ مما يُخْرَجُ منها للعُطورِ والصِّناعات، وكذلكَ دَوْرَةُ الخلايا في الحيوانِ والنَّباتِ التي تَكونُ في تجدُّدٍ مستَمِرّ، فتَموتُ القديمةُ ويَنشأ ما هو جَديد... واللهُ هوَ الذي خَلقَ فيها كُلَّ هذا، بعلمهِ وحِكمتهِ وقُدرتِه، فكيفَ تُصْرَفونَ عنِ الحقِّ إلى الباطِل، وتَعبُدونَ معَ اللهِ ما لا قُدرةَ لهُ على خَلقِ شَيءٍ مِنْ هذا أو أقلَّ منه؟!