وهوَ الذي أنزلَ الأمطارَ منَ السَّحابِ ليَنتفِعَ بها العِباد، فأخرَجنا بالماءِ كلَّ أنواعِ النبَاتات، ومِنْ هذهِ النبَاتاتِ أخرَجنا الزُّروعَ والأشجارَ الخَضراء، وأخرَجنا مِنْ هذهِ الأشجارِ والنباتاتِ الثِّمارَ والحبوبَ المتراصَّة، ومِنْ طلْعِ شَجرِ النخيلِ أخرَجنا أغداقاً فيها ثَمَرُ الرُّطَب، مُنثَنيةً، وقَريبةَ التناول.
ونُخرِجُ بالماءِ بَساتينَ كثيرةً مُنتَشِرَةً في الأرضِ منَ الأعناب، وكذلكَ الزَّيتون، والرمّان، وبعضُ ذلكَ مُتشابِهٌ وبعضُهُ غيرُ مُتشابِه، في الهَيئةِ والمِقدار، واللَّونِ والطَّعم، وانظُروا وتفَكَّروا في ثَمَرِ الزَّيتونِ عندما يَنْضَج، وإلى ثَمَرِ الرمّانِ كذلك، وقدْ تجمَّعتْ حُبَيباتُهُ وتراكبَ بعضُها فوقَ بعض، في شكلٍ هَندسيٍّ جميل، معَ طَعمٍ لذيذٍ وفائدةٍ صِحِّيَّة، فيهِ وفي الزَّيتون، وغيرِهما منَ الثِّمارِ المتنوِّعة، وإنَّ في ذلكَ كلِّهِ أدلَّةً واضحةً على قُدرةِ اللهِ وبَديعِ صُنعه، وعلى عَظمتهِ وحِكمتهِ ووَحدانيَّته، لمنْ أرادَ أنْ يَستَدِلَّ بها على الإيمانِ به، وتَصديقِ ما أنزَلَه.