وقدْ جَعلَ المشرِكونَ الجنَّ شُرَكاءَ للهِ في العِبادةِ فعبَدوهمْ معه، وهوَ الذي خلقَهمْ كما خلقَ الإنس، فكيفَ يَعبدُونَ مخلوقاً؟
واختلَقوا للهِ بنينَ وبناتٍ فكذَبوا وافترَوا، كما قالتِ النصارَى: عيسى ابنُ الله، وقالتِ اليهود: عُزَيرٌ ابنُ الله، وقالَ المشرِكون: الملائكةُ بَناتُ الله! قالوا كلَّ هذا زُوراً وإفْكاً، بدونِ فِكرٍ ولا رَوِيَّة، وبدونِ أيَّةِ حُجَّةٍ أو عِلم، بلْ قالوا ذلكَ جَهلاً باللهِ العَظيم، الذي ليسَ هوَ منْ جِنسِ البشَر، فلا صَاحَبَةَ لهُ ولا ولَد، ولا نِدَّ لهُ ولا شَبيه، بلْ هوَ الإلهُ الواحِدُ الأحَد، المنفَرِدُ بالخَلقِ والرزْق، فسُبحانَه، تَقدَّسَ وتَنَـزَّهَ وتَعاظمَ عمّا يَصِفهُ بهِ المشرِكون.