وهلْ يَكونُ مَنْ كانَ مَيتاً وهالِكاً بالكُفرِ والضَّلالة، فأحيَينا قلبَهُ بالإيمان، ودلَلْناهُ على طَريقِ الحقِّ والصَّواب، وجعَلنا لهُ القُرآنَ نوراً يَستَضيءُ بهِ في الحياة، ليَعرِفَ طَبيعةَ الأشياءِ في الحياة، وتَنكشِفَ لهُ حَقائقُ الوجود، ويَعرِفَ كيفَ يَتصرَّف، كالذي يَعيشُ في ظَلامِ الكُفرِ وغَياهبِ الجَهلِ ومَهاوي الضَّلال، لا يَهتدي منها إلى نُورٍ ليَخرجَ منها، ويَبقى في حَيْرةٍ وتَردُّدٍ، وضِيقٍ وحَرج؟ بلْ شتّانَ ما بينَهما.
وكذلكَ سوَّلنا لنفُوسِ الكافرينَ تَحسينَ وتَزيينَ ما همْ فيهِ مِنْ ظلامٍ وعَملٍ ضالٍّ وسُلوكٍ مُنحرِف؛ ليَذوقوا جَزاءَ كفرِهمْ وعنادِهمْ ورفضِهمُ اتِّباعَ الحقّ.