وكما جعَلنا في مكَّةَ مُجرِمينَ كباراً يَدعونَ إلى الكفرِ ويَصُدُّونَ عنْ سبيلِ الله، ويُصِرُّونَ على معاداتِكَ أيُّها النبيّ، كذلكَ جعَلنا في سائرِ المدنِ أشراراً مِنْ كُبرائها يُعادونَ الأنبياءَ والمُصلِحين، ويَدْعونَ إلى الضَّلالةِ ويُزَيِّنونَها في قُلوبِ الناس، فالمعركةُ بينَ الحقِّ والباطِلِ قَديمةٌ ومُستَديمة. والحقُّ أنَّهمْ أضلُّوا أنفسَهمْ بذلك، وسيَعودُ وبالُ مَكرِهمْ وضَلالِهمْ هذا على أنفسِهم، وهمْ لا يَشعرونَ بذلك، بلْ يظنُّونَ أنَّ مكرَهمْ يَحيقُ بغَيرِهم.