وإذا أرادَ اللهُ أنْ يَهديَ امرَءاً ويُعرِّفَهُ طريقَ الحقّ، يَسَّرَ لهُ أسبابَ الهِدايةِ، وشرحَ صدرَهُ للإسلام، وفتحَ قلبَهُ للإيمان، وحبَّبَ إليهِ العملَ الصالح. ومنْ أرادَ لهُ الضَّلالةَ ضيَّقَ صدرَهُ لقَبولِ الحقِّ حتَّى لا يَجِدَ الخَيرُ مَنفَذاً إليه، ولا الإيمانُ نُوراً إليه، فيَكونُ كمنْ يُحاولُ الصُّعودَ إلى أعلَى، فهوَ يَجِدُ مَشقَّةً بالِغةً وتَعباً في إدراكِ ذلك، أو كأنَّما يَرتَفِعُ في السماءِ فينقُصُ عليهِ الأكسجين، فيَشعرُ بضِيقٍ وحَرَجٍ في تَنفُّسه. وهوَ ثابتٌ علميًّا، وذلك اعتباراً منْ ارتفاعِ (3) كم حتَّى (16) كم فوقَ سطحِ البحر، وما بعدَهُ لا يَقدِرُ على الحياةِ بدونِ أجهزةِ التنفُّس.
وكما جعلَ اللهُ الضِّيقَ في صُدورِ مَنْ أرادَ لهُ الضَّلالة، كذلكَ يجعلُ اللَّعنةَ والعَذابَ والخِذلانَ على منْ أبَى الإيمانَ وأصرَّ على الكُفر.