هوَ اللهُ الخالقُ واهِبُ النِّعَم، الذي أخرجَ للناسِ الثِّمارَ والزُّروع، منها ما يَهتمُّ بها الإنسانُ فيَجعلُها على شَكلِ عَرائشَ وبَساتين، ومنها ما يكونُ في حياةٍ طبيعيَّةٍ بريَّة. أو أنَّ منها ما يكونُ مُنْبَسِطاً على وجهِ الأرض، ومنها ما يقومُ على ساقٍ ونَسَق.
وهوَ الذي أنشأ النَّخيلَ الذي يُنتِجُ الرُّطَب والتمرَ الطيِّبَ المفيد، والزُّروعَ بأنواعِها وأطعمتِها المختَلِفة، وكذلكَ الزيتونَ ذا الطَّعمِ المميَّزِ النافِع، والرمّانَ اللذيذ، بأصنافهِ المختَلِفة، المتشابِهَةِ وغيرِ المتشابِهَة. فكُلوا مِنْ هذهِ الثِّمارِ الطيِّبة، ولا تَنسَوا الفَقَراءَ والمساكينَ مِنْ حقِّها، فآتُوهمْ منهُ عندَما تَحصُدونَها، زكاةً أو صدَقة، ولا تُسرِفوا في الأكلِ ولا في الإعطاء، فاللهُ لا يُحِبُّ مَنْ تجاوزَ الحدَّ إلى ما هوَ مُضِرّ، بنفسهِ أو بالآخَرِين.