سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا... - سورة الأنعام الآية 148

  1. الجزء الثامن
  2. سورة الأنعام
  3. الآية: 148

﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ اللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأۡسَنَاۗ قُلۡ هَلۡ عِندَكُم مِّنۡ عِلۡمٖ فَتُخۡرِجُوهُ لَنَآۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَخۡرُصُونَ﴾

[الأنعام:148]

تفسير الآية

وسيقولُ لكَ المشرِكون: لو أرادَ اللهُ لمـَا أشرَكنا نحنُ ولا آباؤنا، ولا حرَّمنا شَيئاً ممّا نُحَرِّمهُ الآن، ولكنَّهُ شاءَ ذلك، وإذا شاءَ أمراً فهوَ يَعني مَشروعِيَّتَهُ ورِضاءَهُ عنه، وعلى هذا فإنَّ ما نقومُ بهِ صَحيحٌ ومَشروع!

وهذا كَذِبٌ ولَجاجة، وقدِ افترَى مثلَ هذا الكذبِ أمَمٌ كافِرةٌ خَلتْ مِنْ قبلِهم، حتَّى جاءهمْ عذابنُا وذاقُوا عُقوبتَنا.

قلْ لهمْ أيُّها النبيّ: هلْ عندكمْ كتابٌ أو حجَّةٌ ظاهِرةٌ أو أمرٌ مَعلومٌ منْ عندِ اللهِ بصدقِ ما أنتُمْ عليهِ منَ الشِّركِ وتَحريمِ ما حرَّمتُموه، حتَّى تُبرِزوهُ لنا لنطمَئنَّ إلى ذلك؟ إنَّ الذي تتَّبعونَهُ ما هوَ إلاّ وَهمٌ واعتِقادٌ فاسِد، وما أنتُمْ بهذا إلاّ تَكذِبونَ على الله، فإنَّ اللهَ لا يرضَى لعبادهِ الكفرَ والشِّركَ والفَواحِش، وكيفَ تُحِيلونَ شركَكمْ إليهِ وأنتُمْ لم تَشهَدوا مَشيئتَه؟ ولماذا أرسَلَ إليكمْ عذابَهُ؟ فلو كانتْ شُبْهتُكمْ صَحيحةً لما أذاقَكمُ العَذاب.

سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ

سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون