وقطَعنا العذرَ عنكمْ إذا تحاجَجْتُمْ وقلتُم: إذا نزلَ علينا الكتابُ لنَكوننَّ أهدَى منهمْ إلى الحقّ، وأسرعَ إلى الاستِجابةِ لنداءِ اللهِ منهم، فهذا هوَ القُرآنُ قدْ جاءَكمْ مِنْ عندِ اللهِ بلسانٍ عَربيٍّ مُبين، وفيهِ ما اشتَملتْ عليهِ التوراةُ مِنَ الهِدايةِ والرَّحمَةِ بالنَّاس، وتَبيينِ الأحكام، وذكرِ الحلالِ والحرام.
وليسَ هناك أظلمُ ممَّنْ خالفَ الرسُلَ، وكذَّب بما أوحَى اللهُ إليهم، وأعرضَ عنْ آياتِ اللهِ البيِّنات، فلمْ يَنتَفِعْ بهَدِي الرسالةِ السَّماويَّة، وسنُجازي إعراضَهمْ هذا وتكذيبَهمْ بآياتِ اللهِ بما يناسِبُهُ منَ العَذابِ الشَّديدِ المؤلِم، بسبَبِ إعراضِهمُ المستَمِر، وتَجاوزِهمُ الحقَّ.