وهوَ اللهُ الذي قدَّرَ بحِكمَتهِ أنْ يَخْلُفَ بعضُكم بَعضاً، جيلٌ يَخْلُفُ جيلاً، وخَلَفٌ يأتي بعدَ سَلف، لتُعْمَرَ الأرضُ وتَبقَى الحياةُ ماضيةً، حتَّى تقومَ الساعَة.
وفاوتَ بينَكمْ في الأحوال، فأنتمْ بينَ قويٍّ وضَعيف، وغنيٍّ وفَقير، ومُحسِنٍ ومُسيء، وأبيضَ وأسمر، ليَختَبِرَكمْ في ذلكَ كلِّه، ويَنظرَ ماذا تَفعلون، وهلْ يَظلِمُ القويُّ الضَّعيفَ أمْ يُساعدُه؟ وماذا يَفعلُ الغنيُّ بثروتِه؟ وهلْ يَصبِرُ الفقيرُ أمْ يَنحرفُ ويَعتَدي؟... ويُجازي اللهُ كلاًّ بما عَمِل. وهوَ سُبحانَهُ إذا عاقبَ فسَريعٌ في عِقابِه، فاحذَروا مخالفتَه. وهوَ غفورٌ لمنِ استغفرَهُ ونَدِمَ على ما عَصَى، رحيمٌ بمنْ والاهُ واتَّبعَ رِضاه.