قالَ اللهُ تعالى لإبليسَ ما تَفسيره: ما الذي منعكَ أنْ تَسجُدَ لآدمَ كما أمرتُك؟
قال: أنا أفضلُ وأحسَنُ مِنْ آدم، فقدْ خلقتَني مِنْ نار، وخلقتَهُ مِنْ طين، والنارُ أشرفُ مِنَ الطِّين، فلماذا أسجدُ له؟.
وكانَ قياسهُ فاسِداً، وعِصيانهُ ظاهراً، فالفَضلُ لمنْ جعلَ اللهُ لهُ الفَضل، والشَّريفُ مَنْ شرَّفَهُ الله، وقدْ شرَّفَ اللهُ آدمَ فنفخَ فيهِ مِنْ روحه، وأمرَ ملائكتَهُ أنْ يَسجُدوا لهُ تَشرِيفاً له، والطِّينُ أفضلُ منَ النَّار، ففيهِ الرَّزانة، والحِلمُ والصَّبر، وهوَ محلُّ النَّباتِ والنموّ، والزيادةِ والإصلاح، والنارُ مِنْ شأنِها الإحراقُ والطَّيش، والجُرأةُ والسُّرعة؛ ولهذا كانَ الشَّيطانُ طائشاً خائناً، شَقيّاً عاصِياً لخالقِه، ولذلكَ استَحقَّ ما يأتي.