واعلَموا أيُّها المسلِمونَ أنَّ ما أصَبتُموهُ منْ أموالِ الكفّارِ في الحَرب، فإنَّهُ يُقَسَّمُ على خمسةِ أخماس، خُمُسٌ منها للهِ ورسولهِ ولسائرِ مَنْ ذُكِرَ في الآية. وسَهمُ اللهِ ورسولهِ واحِد، وذو القُرْبَى هُمْ أقارِبُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، واليتامَى هُمُ المسلِمونَ الصِّغارُ الذينَ لا أبَ لهم، والمسَاكينُ هُمُ الفُقَراءُ والمُحتاجون، وابنُ السَّبيل: المُسافرُ المُنقَطِع. وسَهمُ رسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعدَ وفاتهِ يوضَعُ في بَيتِ المالِ لمصالحِ المسلِمينَ وما فيهِ قوَّةُ الإسلام.
وأربعةُ الأخماسِ الباقيةُ توَزَّعُ على مَنْ شَهِدَ الحَرب.
فامتَثِلوا أمرَ الله، واقنَعوا بما شَرعَهُ لكمْ منَ الأخماسِ الأربَعةِ في الغنائم، إنْ كنتُمْ تؤمِنونَ باللهِ واليومِ الآخِر، وما أنزَلناهُ على عَبدِنا محمَّدٍ يومَ بَدر، منَ الآياتِ والملائكةِ والنَّصر، وقدْ فرَّقَ اللهُ فيهِ بينَ الحقِّ والباطِل. وهو قادِرٌ على كلِّ شَيء، منها ما شاهدتُموهُ يومَ التقَى جَمْعُ المؤمِنينَ وجَمْعُ المشركين.