- ما صحَّ في حُكمِ الله، وما استقامَ للنبيِّ والمؤمنينَ معَهُ حقَّ الإيمان، أنْ يَطلُبوا المغفِرةَ للمُشرِكين، ولو كانوا منْ ذَوي قَرابتِهم، منْ بعدِ ما عَرَفوا أنَّهمْ ماتوا كُفّاراً، وأنَّهمْ منْ أهلِ النار.
وكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قدْ دخلَ على عَمِّهِ أبي طالبٍ وهوَ يَحتَضِر، فحاوَلَ معَهُ ليَقولَ "لا إله إلاّ الله" فلمْ يَفعَل، حتَّى مات، وقالَ أخيراً إنَّهُ على مِلَّةِ أبيهِ عبدِالمُطَّلِب، فقالَ صلى الله عليه وسلم: "لأستَغفِرَنَّ لكَ ما لم أُنْهَ عَنك". فنَزَلت، كما وردَ في الصَّحيحَينِ وغيرِهما، عنْ سعيدِ بنِ المسيِّبِ عنْ أبيه.
ويَجوزُ الدُّعاءُ للأحياءِ منَ الكفّار، بتَوفيقِهمْ وهدايتِهمْ للإسْلام.