وقُلْ لهم: هلْ مِنْ أوثانِكمْ مَنْ يُرشِدُ إلى الحقّ، ويَضَعُ لهُ نِظامًا، ويَبعَثُ بهِ رَسولاً، ويوجِبُ عَليهمُ اتِّباعَه، ولا يَكونُ للنَّاسِ منهُ بدّ؟
قُلْ لهم: أنتُمْ تَعلَمونَ أنَّ شُرَكاءَكمْ لا يَقدِرونَ على هدايةِ أحَد، بلِ الذي يَهدي الضالّ، ويُنيرُ القلب، ويَشرَحُ الصدر، اللهُ العَزيزُ الحَكيم.
وقُلْ لهمْ في نتيجةٍ حَتميَّة: أيُّهما أحَقُّ بالاتِّباعِ إذاً: اللهُ الذي يَهدي النَّاس، أمِ الذي لا يَهتدِي إلى شَيء، ولا يُبصِر، ولا يَتحرَّك، ولا يَقدِرُ على الانتقالِ إلى مَكانٍ إلاّ أنْ يُحمَلَ ويُنقَل؟!
والذينَ كانوا يَعبُدونَ الأناسيَّ، كمَنْ يَعبدُ المسيحَ عيسَى بنَ مريم، والملائكة، لا يَهتدونَ بأنفُسِهم، ولا يَقدِرونَ على هِدايةِ أحَد، إلاّ بإذنِ اللهِ وتَوفيقِه.
فما لكمْ أيُّها المشرِكون، كيفَ تَحكُمونَ بالباطِل، وتَتَّخِذونَ شُركاءَ لله، بدونِ أيِّ دَليل، ولا عَقل، ولا مَنطِق، تُساوونَ في العِبادةِ بينَ اللهِ المُتعَال، والأصنامِ المصنُوعةِ مِنَ الحِجارة؟