واقْصُصْ على المشرِكينَ الذينَ يُكَذِّبونكَ ويُخالِفونَك، خبَرَ رَسولِنا نوحٍ عليهِ السَّلامُ معَ قَومهِ الذينَ كَذَّبوه؛ ليَعتَبِروا، وليَحذَروا أنْ يُصيبَهمْ ما أصابَهم، فقدْ قالَ لقَومِه، وكانوا في بِلادِ العِراق، وقدْ لَبِثَ فيهمْ ألفَ سَنةٍ إلاّ خَمسينَ عامًا: إنْ كانَ عَظُمَ وشَقَّ عليكمْ طُولُ مَكثي بينَ ظَهرانَيكم، وتَذكيري إيّاكمْ بحُجَجِ اللهِ وبيِّناتهِ الدالَّةِ على تَوحيدِه، وببُطلانِ ما أنتُمْ عليهِ منَ الشِّرك، فإنَّني لا أُبالي بذلكَ منكم، ولا أنتهي عنْ دعوتِكمْ إلى الحقِّ والهُدَى، وفوَّضتُ أمرِي إلى الله، فهوَ ناصِري ومُؤيِّدي.
فاجتَمِعوا أنتُمْ وشُركاؤكمُ الذينَ تَعبدونَهم، ثمَّ لا تَجعَلوا أمرَكمُ الذي اجتَمعتُمْ عليهِ مَستورًا مَخفيًّا، بلْ أظهِروهُ واجهَروا به، فإذا زعَمتُمْ أنَّكمْ مُحِقُّون، فأدُّوا إليَّ ما انتهَتْ إليهِ مَشورَتُكم، ولا تُمهِلوني ولا تَستأذِنوني للأُهبَةِ والاستِعدادِ إذا أردتمُ الإضرارَ بي، فإنِّي لا أبالي بكم، ولا أخافُ منكم، ولا آبَهُ بظُنونِكمْ وتَخرُّصاتِكم، لأنَّكمْ لستُمْ على شَيء.