وخرجَ بَنو إسْرائيلَ معَ نبيِّهمْ موسَى مِنْ مصر، لكنَّ فِرعَونَ وحُشودًا حاشِدةً منْ جُنودِهِ مَضَوا إليهمْ ليُطارِدُوهمْ ويَقتلوهم.
وعَبَرنا ببَني إسْرائيلَ البحرَ، وأدركَهمْ فِرعَونُ وجُنودُهُ وهمْ في البَحر، لاحَقوهُمْ ليَقتُلوهمْ ظُلماً وعُدوانًا، لا لشَيءٍ إلاّ لإيمانِهم، فنجَّى اللهُ المؤمِنينَ إلى الطرَفِ الآخَرِ منَ البَحر، ومنَّ علَيهم بالنَّصر، وأغرقَ فِرعَونَ ومَنْ معَهُ فيه.
ولمّا غَمرَهُ الماءُ وعاينَ الموت، وعَلِمَ أنْ لا نَجاةَ له، قالَ مُعلِناً إيمانَه، حيثُ لا يُقْبَلُ الإيمانُ منْ أحَدٍ وهوَ في تلكَ الحال: آمَنتُ أنَّهُ لا إلهَ بحَقٍّ إلاّ الإلهُ الذي آمَنَتْ بهِ بَنو إسْرائيل، وأنا مِنْ جُملَةِ المسلِمينَ الذينَ أسلَموا نُفوسَهمْ إلى الله!