فاليومَ نُلقي بجُثَّتِكَ الهامِدةِ على مُرتَفَعٍ مِنَ الأرض، لِتَكونَ عِبرةً وعِظةً للنَّاس، ليَعلَموا أنَّ مآلَكَ هوَ الموتُ مثلَ غيرِكَ مِنْ عَبيدِ الله، وأنَّكَ كنتَ مملوكًا مَقهورًا، لا رّبًّا قاهِرًا كما ادَّعَيت. وللهِ عِبَرٌ كثيرَةٌ في هذا الكون، يَعرِفُها العُقلاءُ المتَدَبِّرون، ولكنَّ أكثرَهمْ عنها غافِلون.
قالَ في "روح المعاني": لِتكونَ لمَنْ يأتي بعدَكَ مِنَ الأمم، إذا سَمِعوا حالَ أمرِكَ ممَّنْ شاهدَ حالَكَ وما عَراك، عِبرةً...
وذكرَ علماءُ للتَّشريحِ والآثارِ في عَصرِنا أنَّ جُثَّةَ فِرعَونَ ما زالتْ موجودةُ مُحنَّطة. وكانتْ سببًا لإسلامِ جرَّاحٍ عالَميٍّ مَشهور، أشرَفَ على الاهتمامِ بالجثَّةِ المهتَرئة، ووَجدَ في حَلْقِهِ أملاحًا، ممّا يَعني أنَّهُ ماتَ غَرَقًا في البحرِ كما ذُكِرَ في القُرآن، بينما لم تُذكَرْ كيفيَّةُ وفاتهِ في التَّوراةِ والإنجِيل... واللهُ أعلمُ بذلك.