ولقدْ أنزَلنا بَني إسْرائيلَ مَكانًا طيِّبًا وإقامةً آمِنة - ذُكِرَ أنَّهُ بلادُ مِصرَ والشَّام، ممّا يلي بيتَ المَقدِسِ ونَواحِيَه - ورَزقناهمُ الحَلالَ الطيِّب، واللَّذيذَ النافِعَ مِنَ الأطعِمة.
وما اختَلَفوا في أمورِ دينِهمْ أوَّلاً، بلْ كانوا مُتَّبِعينَ أمرَ رَسولِهم، ثمَّ اختَلَفوا بعدَ أنْ عَلِموا ما في التَّوراةَ ووقَفوا على أحكامِها بعدَ وفاتِه، وفسَّروها تَفسيراتٍ باطِلة، وأوَّلوها تأويلاتٍ بَعيدة، وتَخلَّوا عنِ العَقيدةِ الصَّحيحة، ولازَموا جانِبَ الخِلافِ والجَدَل، بَغْيًا وحَسَدًا بينَ بعضِهمُ البعض، حتَّى صَاروا فِرَقًا عَديدة. وإنَّ اللهَ سيَقضي بينَهمْ يومَ القيامةِ بحُكمهِ العَدل، في الذي كانوا يَختَلِفونَ فيه، ويُظهِرُ المُحِقَّ مِنْ غَيرِه.