فإنْ كنتَ في شَكٍّ مِنَ القَصَصِ المُنزَلةِ عليكَ في القُرآن، ومنها قِصَّةُ فِرعَونَ وموسَى، وأخبارُ بَني إسْرائيل، فاسألْ أهلَ الصِّدقِ ممَّنْ يَقرَؤونَ التَّوراةَ والإنجيلَ مِنْ أهلِ الكتاب، فإنَّها مُثبَتةٌ في كتُبِهم. لقدْ جاءَكَ الوحيُ الحقّ، والخبَرُ الصَّادق، والدِّينُ الخاتَم، فلا تَتردَّدْ فيما أنتَ فيه، ولا تكنْ منَ الشَّاكِّينَ في شَيءٍ مِنْ ذلك.
ولم يَشُكَّ رَسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم، ولم يَسأل، ولكنَّ ما في الآيةِ تَثبيتٌ لهُ وتَنبيهٌ للمُسلِمينَ على أمُورِ دِينِهم. وقدْ نَزلتِ الآياتُ عليهِ في مكَّة، وكانَ يُلاقي عليهِ الصَّلاةُ والسلامُ أذًى وشِدَّةً وتَعَنُّتًا مِنْ قَومِه، وارتدَّ عددٌ ممَّنْ آمنَ بعدَ حَادثِ الإسراء... وكذا الأمرُ في الآيةِ التَّالية.