وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله... - سورة يونس الآية 100

  1. الجزء الحادي عشر
  2. سورة يونس
  3. الآية: 100

﴿وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ اللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ الرِّجۡسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ﴾

[يونس:100]

تفسير الآية

ولنْ تؤمِنَ نَفسٌ إلاّ بإذنِه وإرادَتِه، ولنْ يَكونَ هناكَ أمرٌ بخلافِ مَشيئتِهِ سُبحانَه، فلنْ تؤمِنَ نَفسٌ منَ النُّفوسِ التي عَلِمَ اللهُ أنَّها لنْ تؤمِن، ولنْ يَكفُرَ مَنْ كانَ في سَابقِ عِلمِهِ أنَّهُ لا يَكفُر، فهوَ العالِمُ مُسبَقًا بمَنْ فتحَ قلبَهُ للإيمان، وبمنِ استَكبرَ عنْ قَبولِ الحقِّ وأصَرَّ على الكُفر، فهذا كلُّهُ في سَابقِ عِلمِه.

وقالَ صاحِبُ الظِّلال: "المقصودُ أنَّها لا تَصِلُ إلى الإيمانِ إلاّ إذا سارَتْ وفقَ إذنِ اللهِ وسُنَّتِهِ في الوصُولِ إليهِ منْ طَريقهِ المرسُومِ بالسنَّةِ العامَّةِ [يَعني سُلوكَ مسالِكَ الهُدَى] وعندَئذٍ يَهديها اللهُ ويَقعُ لها الإيمانُ بإذنِه، فلا يَتِمُّ وُقوعُهُ إلاّ بقَدَرٍ خاصٍّ به، إنَّما الناسُ يَسيرونَ في الطَّريق، فيُقَدِّرُ اللهُ لهمْ عاقِبةَ الطريق، ويُوقِعُها بالفِعلِ جزاءَ ما جاهَدوا في اللهِ ليَهتَدوا".

ويَجعَلُ اللهُ الكُفرَ والضَّلالَ على الذينَ لا يَستَعملونَ عُقولَهمْ في فَهمِ آياتِ الله، فهوَ العادِلُ الحَكيم، الذي يَهدي مَنْ أقبلَ إليه، ويُضِلُّ مَنْ أبَى.

وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ

وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون