قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة... - سورة البقرة الآية 144

  1. الجزء الثاني
  2. سورة البقرة
  3. الآية: 144

﴿قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي السَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةٗ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ الۡمَسۡجِدِ الۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ الۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا اللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ﴾

[البقرة:144]

تفسير الآية

كانَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أن يُوَجَّهَ إلى الكعبة، كما في صحيحِ البخاريّ، فقالَ لهُ ربُّه: لَنُعطينَّكَ طلبَك، ولنُمَكِّننَّكَ منِ استقبالِ القبلةِ التي تُحِبُّها وتَشتاقُ إليها، فحوِّلْ وجهَكَ نحوَ المسجدِ الحرام، وحيثُما كنتُمْ أيُّها المسلمونَ في أنحاءِ الأرضِ جميعاً اتَّجِهوا إلى هذهِ القِبلة، إلى أنْ يرثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عليها.

وإنَّ اليهودَ والنصارَى يَعلمونَ أنَّ توجُّهَكمْ إلى البيتِ هوَ الحقّ، بما في كتبِهمْ مِنْ صفةِ النبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وأمَّته، ولعلمِهمْ أنَّ الكعبةَ هيَ بيتُ اللهِ الأوَّل، الذي بنَى قواعدَهُ واتَّجهَ إليه إبراهيمُ عليهِ السلام، ولكنَّهمْ لا يَقتَنِعونَ بالأدلَّة، ويَكتمونَ ما في كتبِهمْ مِنْ عِلمٍ ولا يُظهرونَه، واللهُ ليسَ بغافلٍ عمّا يَعملون، وسيُجازيهمْ في الدنيا والآخرةِ على ذلك. وليسَ بغافلٍ عنْ ثوابِ المؤمنينَ وجزائهمْ كذلك.

قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ

قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون