فلو أقمتَ لليهودِ والنصارَى الحُجَّةَ تِلوَ الحُجَّةِ على صِحَّةِ ما جئتَ به، وأيَّدكَ اللهُ بالمعجِزاتِ في ذلك، لَمَا تَركوا أهواءَهم، ولمَا تَوجَّهوا إلى القِبلةِ التي ولّاكها ربُّك. ولنْ تتَّجهَ إلى قبلتهمْ أيضاً، ولنْ تتَّبِعَ أهواءَهم؛ لمتابعتِكَ أمرَ الله، وطلبِكَ رِضاه. ولنْ يتَّبعَ اليهودُ قِبلةَ النصارَى، ولا النصارَى يتَّبعونَ قبلةَ اليهود، فالعَداوةُ بينَهما شَديدة. ولو أنَّكَ اتَّبعتَ مرادَهمْ بعدَ الذي وجَّهكَ اللهُ إليهِ ورضيَهُ لكَ مِنَ القِبلة، لكنتَ مُؤثِراً الباطلَ على الحقّ.
وهوَ على الفَرَضِ والتقدير، وتحذيرٌ للأمَّةِ منْ أهواءِ أهلِ الكتابِ وأضاليلِهم.