ولم نُرسِلْ قَبلَكَ منَ الرُّسُلِ نِساءً أو ملائكة، بلْ رِجالاً نوحِي إليهمْ كما أوحَينا إليك، مِنْ أهلِ الحاضِرَةِ لا البادِية، لأنَّهمْ أعلَمُ وأحلَم، وأليَنُ وألطَف.
أفلا يَسيرُ هؤلاءِ المُكَذِّبونَ في الأرْض، ليَرَوا بأعيُنِهمْ آثارَ الغابِرين، أو يَسألوا النَّاسَ ويَقرَؤوا التَّاريخ، كيفَ كانتْ عاقِبةُ المُكَذِّبينَ بالرسُل، كيفَ أهلكَهمُ اللهُ بسَبَبِ تَكذيبِهمْ وإصرارِهمْ على الكُفر؟
وإنَّ الدارَ الآخِرةَ الباقيَة، والجنَّةَ ونَعيمَها، خَيرٌ لمَنْ ثبَتَ على طاعَةِ اللهِ وتَقواه، مِنَ الدُّنيا الفانيَةِ ومُنَغِّصاتِها، أفلا تَعقِلونَ وتَتَدَبَّرونَ سُنَنَ اللهِ في الأقْوامِ السَّابِقين، لتُمَيِّزوا الصَّحيحَ مِنَ السَّقيم، وتُفَضِّلوا الباقيَ على الفَاني؟