وإذا وُعِظَ أحدُ هؤلاءِ المنافقينَ وقيلَ له: احذَرْ غَضبَ الله، وانْتَهِ مِنْ فَعالِكَ السيَّئة، وارجِعْ إلى الحقّ، أخَذتْهُ الحميَّةُ والغَضب، وتعاظمَ واستكبرَ أنْ يُوَجَّهَ لهُ مثلُ هذا التذكيرِ والإنكار، لِما امتلأ قلبُهُ مِنَ الكفرِ والعِصيان، فما استَحيا منَ الله، ولا سمعَ كلامَ أحَد، وهوَ في واجهتِهمْ يتَظاهرُ بالإيمانِ والمحبَّةِ والطَّاعة!
ويَكفي أنْ يَكونَ نصيبَهُ النارُ الفظيعةُ يومَ الدين، جزاءَ إفسادهِ وفُجورِه، وكذبِهِ ونِفاقِه، وبئسَ المكانُ الذي يَكونُ فيهِ المرءُ مُعَذَّباً مُحتَرِقاً تأتي النارُ حتَّى على فؤاده، وهوَ يطلبُ فيهِ الموْت، ولكنْ لا موْتَ ولا حَياة، ولكنَّهُ نارٌ مؤجَّجةٌ وعَذابٌ مُستَمِرّ.