لقدْ زُيِّنتِ الحياةُ الدُّنيا في عُيونِ الكافرينَ الذين رَضُوا برفاهيتِها، وتهالَكوا عليها، وتشبَّثوا بها، واطمأنُّوا إليها، ولم يتجاوزوها إلى ما هو أرقَى وأسمَى، وسَخِروا منَ المؤمنينَ الذين زَهِدوا فيها، وفضَّلوا حياةَ الجهادِ والدعوةِ والعِبادة، وأنفَقوا ما عندَهمْ ابتغاءَ وجهِ الله، ولو كانَ ما عندَهمْ قليلاً. فكانوا منَ المُكرَمينَ الذينَ حازوا الحظَّ الأوفرَ والدرَجةَ العُليا، والآخَرونَ ذُلُّوا وأُهينوا وكانوا في الدرَكاتِ السُّفلَى.
واللهُ يدَّخرُ الخَيرَ للمتَّقين، وهوَ الرازقُ الذي يَمنَحُ مَنْ يشاءُ مِنْ عبادهِ العطاءَ الجَزْل، بلا حصرٍ ولا تَعداد، جزاءَ ما أنفقوا مِنْ مالٍ ووقتٍ وقوَّةٍ في سَبيلِ الله.