أمْ أنَّ سُفَهاءَ المُشرِكينَ يَقولونَ إنَّ محمَّدًا قدْ أصابَهُ مَسٌّ مِنَ الجُنونِ فهوَ يَهذي بما لا يَعرِف؟! بلْ جاءَهمْ بالحَقِّ والعَدل، والصِّدقِ الذي لا يُنكَر، لوضوحِه، ولتأييدِهِ بالمُعجِزاتِ الظَّاهِرَةِ والمُقنِعَة، ولكنَّ أكثرَهمْ مُعانِدون، كارِهونَ للحَقّ، مُبغِضونَ للحُجَّةِ والدَّليلِ مادامَ ليسَ في هَواهُم، فلا عجبَ أنْ لا يُؤمِنوا وهمْ كذلك، وقدْ دَلَّ مَوقِفُهمْ على طَبيعَتِهمُ المُنحَرِفَة، وزَيغِهمْ وضَلالِهم.