ولو اتَّبَعَ اللهُ مُرادَهمْ فيما يَفعَل، وأجابَهمْ إلى ما في أنفُسِهمْ مِنَ الهَوى، وشرَعَ الأمورَ على مُعتقَداتِهمُ الشِّرْكيَّة، لفسَدَ ما في السَّماواتِ والأرض، وبطَلَ ما فيهما منْ حَياةٍ وعمَل، لأهوائهمُ الفاسِدَة، واختِلافِ آرائهمْ وتَناقُضِها وتَهافُتِها، وعدَمِ واقعِيَّتِها وملاءَمَتِها للحقَائقِ الكَونيَّة، لجَهلِهمْ وعدَمِ مَعرِفَتِهمْ بنواميسِها ودِقَّتِها، بلْ أتَيناهُمْ بالقُرآنِ الكَريم، الذي فيهِ الحَقُّ المُطلَق، وفيهِ عِزُّهمْ وفَخرُهم، ولكنَّهمْ مُعرِضونَ عنْ مَصدَرِ عِزِّهمْ وشرَفِهمْ هذا، غَيرُ مُبالِينَ بهِ ولا مُقبِلينَ عَليه.