كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون... - سورة آل عمران الآية 110

  1. الجزء الرابع
  2. سورة آل عمران
  3. الآية: 110

﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِالۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ الۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِاللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ الۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ الۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ الۡفَٰسِقُونَ﴾

[آل عمران:110]

تفسير الآية

كنتُمْ يا أمَّةَ الإسلامِ خيرَ الأممِ وأفضلَها وأنفعَها للناس، حيثُ تأمرونَ الناسَ بالخير، وتَنشُرونَ الحقَّ والعَدل، وتَحُثُّون على الفضائلِ والآدابِ الحَسَنة، وتَنهَونَهمْ عنِ المُنكراتِ والفواحشِ والأخلاقِ المُسترذَلة، وتؤمنونَ باللهِ الواحِدِ الأحَد، فتَعبدونَهُ ولا تُشرِكونَ بهِ شيئاً.

ولو أنَّ أهلَ الكتابِ مِنَ اليهودِ والنصارَى آمَنوا مثلَكم بما أُنزِلَ على محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم واهتَدَوا إلى الحقّ، ونَبذوا الشِّركَ والكُفر، لكانَ خيراً لهمْ في دُنياهُمْ وآخِرَتِهم، ولكنَّ قليلاً منهمْ فعلَ ذلك، وبقيَ أكثرُهمْ على الضَّلالِ والكفر، مُؤثِرينَ الفُسوقَ والعِصيان، ولم يَفُوا بميثاقِ اللهِ معَ النبيِّين، ثمَّ وصيَّتِهمْ لأممِهمْ بأنْ تَتَّبِعَ النبيَّ الأميَّ وتَنصُرَه.

ذُكِرَ أنَّ قولَهُ تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} خاصٌّ بعهدِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، وعَمَّهُ آخَرون، فقالوا: الصَّحيحُ أنَّ هذهِ الآيةَ عامَّةٌّ في جميعِ الأمَّة، كلُّ قرنٍ بحَسَبِه، وخَيرُ قُرونِهمُ الذينَ بُعِثَ فيهمْ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّما حازَتْ هذهِ الأمَّةُ قَصَبَ السبْقِ إلى الخَيراتِ بنبيِّها محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فإنَّهُ أشرَفُ خَلقِ اللهِ وأكرمُ الرسُلِ على الله، وبَعثَهُ الله بشرعٍ كاملٍ عَظيمٍ لم يُعطهِ نبيًّا قبلَهُ ولا رسُولاً منَ الرسُل.

قلتُ: الذي يظهرُ أنَّ خيريَّةَ هذهِ الأمةِ مُرتبطةٌ بكونِها تأمرُ بالمعروف، وتَنهَى عنِ المُنكَر، وتُؤمِنُ بالله، كما في الآيةِ نفسِها، فإذا لم تَفعلْ ذلكَ لم تَحُزْ هذهِ الفَضيلة. واللهُ أعلم.

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون