خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها... - سورة الزمر الآية 6

  1. الجزء الثالث والعشرون
  2. سورة الزمر
  3. الآية: 6

﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۚ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ الۡمُلۡكُۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ﴾

[الزمر:6]

تفسير الآية

خَلقَكمُ اللهُ مِنْ نَفسٍ واحِدَة، هيَ آدم، وخلقَ مِنْ هذهِ النَّفسِ زَوجَها حوَّاء، وخلقَ لكمْ مِنَ الأنعامِ ثَمانيَةَ أزواج: ذَكرًا وأُنثَى، هيَ: الإبِل، والبقَر، والضَّأن، والمَعْز.

وخلقَكمْ في بُطونِ أمَّهاتِكمْ أطوارًا، فمِنْ نُطفَة، إلى علَقَة، ثمَّ مُضغَة، فعِظام، فمَكسوَّةٍ بلَحم، ثمَّ يُنفَخُ الرُّوحُ في الجَنين، الذي يَكونُ في مَواضِعَ مُظلِمَةٍ ثَلاثة، هي: ظُلمَةُ الرَّحِم، وظُلمَةُ المَشِيمَة، وظُلمَةُ البَطن. وذهبَ أطبَّاءُ إلى أنَّ المَقصودَ بالظُّلماتِ الأغشيَةُ، وهيَ الطَّبَقاتُ الثُّلاثيَّةُ للمَشِيمَة: الأمَنوسي المُحيطُ بالجَنين، والكوريوني الذي يَتَّصِلُ بالمَشِيمَةِ ويُمِدُّ الجَنينَ بالغِذاء، والسَّاقِطُ الذي يُثبِتُ الجَنينَ بجِدارِ الرَّحِم. وقالوا: إنَّ للظُّلمَةِ دَورًا كبيرًا في النموّ، فالضَّوءُ يُعَوِّقُ مَراحِلَ النموِّ المُختَلِفَة.

ذلكمُ الخالِقُ العَظيمُ هوَ رَبُّكمْ ورازِقُكم، لهُ المُلْكُ والخَلقُ والتَّدبيرُ كُلُّه، لا إلهَ غَيرُه، ولا مَعبودَ بحَقٍّ سِوَاه، فكيفَ تُصرَفونَ عنْ عِبادَتِهِ إلى عِبادَةِ غَيرِهِ وهمْ لا يَخلقُونَ ولا يَرزُقون؟!

خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ

خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون