فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت... - سورة آل عمران الآية 159

  1. الجزء الرابع
  2. سورة آل عمران
  3. الآية: 159

﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الۡقَلۡبِ لَانفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَاعۡفُ عَنۡهُمۡ وَاسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي الۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى اللَّهِۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الۡمُتَوَكِّلِينَ﴾

[آل عمران:159]

تفسير الآية

برحمةِ اللهِ لكَ ألنْتَ لأصحابِكَ جانِبَك، وخَفَضْتَ لهمْ جَناحَك، وحسَّنتَ لهمْ خُلُقَك، فأحبُّوكَ وفدَوْكَ بأنفُسِهمْ وآبائهمْ وأموالِهم، ولو كنتَ جافيَ المعاشَرة، كرِيهَ الخُلُق، قاسيَ القلب، لنَفَروا مِنك، وتَفرَّقوا عنك. فاعْفُ عنهمْ ما صدرَ منهمْ مِنْ تَقصيرٍ في حقِّكَ كما عَفا اللهُ عنهم، واستَغفِرْ لهمْ فيما يَتعلَّقُ بتَقصيرِهمْ في حقِّ اللهِ إكمالاً للبِرِّ بهم، واستَشِرْهمْ في الأمور، لتُظهِرَ بها آراءَهم، وتُطَيِّبَ قُلوبَهم، وتُمَهِّدَ لسُنَّةِ المشَاورةِ للأمَّة، فإنَّ في الاستشارةِ فوائدَ ومصالحَ كثيرَة.

فإذا اطمأنَّتْ نفسُكَ عَقِيبَ المشاورةِ بأمر، فأمْضِهِ مُتَوكِّلاً على الله، مُعتَمِداً عليهِ في تَحصيلِ ما رجَوتَ منه، فإنَّ اللهَ يَنْصُرُ المتوَكِّلينَ عليه، ويُرشِدُهمْ إلى ما فيهِ خَيرُهمْ وصَلاحُهم.

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ

فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين