إنْ يُرِدِ اللهُ نصرَكمْ ومنعَكمْ مِنْ عدوِّكمْ كما أرادَهُ يومَ بَدر، فلا أحدَ يَغلِبُكم، فلا قوَّةَ إلاّ به، ولا قُدرةَ بعدَ قُدرتِه، ولا مَشيئةَ بعدَ مَشيئته. ولا يَعني هذا عدمَ النُّهوضِ بالتكاليفِ، أو عدمَ بذلِ الجُهد، فإنَّ التوكُّلَ غيرُ التواكُل. ولا بدَّ أنْ يَنْصُرَ المؤمنونَ دينَ اللهِ حتَّى يَنْصُرَهم {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [سورة محمد: 7].
وإذا تَركَكمْ ولم يَنْصُرْكُمْ كما كانَ يومَ أُحُد، فمَنْ يَقْدِرُ على نصرِكمْ بعدَ خِذْلانه؟ فتوكَّلوا على اللهِ أيُّها المؤمِنونَ حقَّ التوكُّل، ولا تَطلبوا النصرَ مِنْ غَيرِه.