وما الذي يَصرِفُكمْ عنِ الإنفَاقِ فيما يُقرِّبُكمْ إلى الله، وأنتُمْ ميِّتونَ تارِكونَ أموالَكم، واللهُ يَرِثُ كُلَّ شَيءٍ ممَّا في السَّماواتِ والأرْض، فلا يَبقَى لأحدٍ مالٌ فيهما، فأنفِقوا ولا تَخشَوا فَقرًا، فإنَّ الذي أنفَقتُمْ في سَبيلِهِ هوَ مالِكُ الكونِ كُلِّه، وعندَهُ خَزائنُ السَّماواتِ والأرْض.
لا يَستوي عندَ اللهِ درجَةً مَنْ أنفقَ قَبلَ فَتحِ مكَّةَ وقاتلَ في سَبيلِ اللهِ معَ رسُولِه، فأولئكَ أعلَى درجَةً وأعظَمُ ثَوابًا مِنَ الذينَ أنفَقوا بَعدَ الفَتحِ وجاهَدوا في سَبيلِ الله، وكُلُّ واحدٍ مِنَ الفَريقَينِ وعدَهمُ اللهُ المَثوبةَ الحُسنَى، وهيَ الجنَّة. فالحالُ قَبلَ الفَتحِ كانَ شَديدًا، وبعدَ الفَتحِ ظهرَ الإسلامُ وقَوِيَ. واللهُ مُطَّلعٌ على أعمالِكم، خَبيرٌ بما تُظهِرونَ وما تُسِرُّون، ويُجازي كُلاًّ بما عَمِل.