واذكُرْ قَولَ نَبيِّ اللهِ عيسَى بنِ مَريمَ - آخِرِ أنبِياءِ بَني إسرَائيل -: يا بَني إسرَائيل، إنِّي نَبيٌّ مُرسَلٌ إليكمْ مِنْ عندِ الله، مُصَدِّقًا بذلكَ لِما بينَ يَديَّ مِنَ التَّوراة، التي بشَّرَتْ بي، وأنا أُبَشِّرُ برَسُولٍ يأتي مِنْ بَعدي اسمُهُ أحمَد. فلمَّا جاءَهمْ بالمُعجِزاتِ كفَروا بها، وقالوا: إنَّ هذا الذي جاءَ بهِ سِحرٌ ظاهِر، وليسَ مُعجِزَةً تدلُّ على صِدقِ نبوَّتِه!
وللرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أسماء، قالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام: "إنَّ لي أسمَاء، أنا مُحَمَّد، وأنا أحمَد، وأنا الماحي الذي يَمحو اللهُ بيَ الكُفر، وأنا الحاشِرُ الذي يُحشَرُ النَّاسُ على قدَمي، وأنا العاقِبُ". رَواهُ الشَّيخانِ في صَحِيحَيهما واللَّفظُ للبخاريّ. والعاقِب: الذي ليسَ بعدَهُ نَبيّ.
والأنبياءُ حَمَّادُون، ونَبيُّنا أحمَدُهم، أي أكثَرُهمْ حَمدًا، وأعظَمُهمْ في صِفَةِ الحَمد. عَليهمُ الصَّلاةُ والسَّلام.
كما ثبَتَ في الصَّحيحِ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم يُفتَحُ عَليهِ في المَقامِ المَحمودِ - يَومَ القيامَةِ - بمَحامِدَ لم يُفتَحْ بها على أحَدٍ قَبلَه.